القرآن الكريم
هو كتاب سماوي، واحد من الكتب السماوية المنزلة من الله تعالى إلى سائر البشر ليتعلموا منها سبب خلقهم و ما يفترض عليهم فعله. كالإنجيل، و التوراة و الزابور و صحف موسى، القرآن الكريم أنزل على خاتم الأنبياء و المرسليم محمد بن عبد الله صل الله عليه و سلم و على كل ألنبياء و الرسل من قبله.
بعدما عذب و كذب الرسل و الأنبياء من قبل، و نسيت تعاليمهم و جعل الدين ينسى و كثرت عبادة الأوثان و الأصنام، و بعدما جعل أناس و بشر أندادا لله تعلى جل جلاله، أنزل الله تعالى وحيه على عبد من عباده اختاره ليحمل الرسالة و تعاليم التوحيد و العبودية لله تعالى وحده، بعدما حرفت تعاليم موسى و عيسى، عليهما الصلاة و السلام، من قبل، حيث اتخذ الناس عيسى إله مع الله تعالى و أشركوا مع الله تعالى ما سواه من خلقه الذين لا يستطيعون شيئا.
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى و لذلك لن تجد بينه و بين التوراة و الإنجيل و الزابور فرقا، بل ستجده مكملا لما جاء من قبل، هدى و رحمة و نورا. و الفرق الكبير الموجد بينه و بين باقي الكتب السماوية يتجلى في الإله المعبود، حيث باقي الأديان اتخذ أهلها أربابا من دون الله تعالى أو أشركو معه من لا يَخلق و هو يُخلق.
و لقد اتهم القرآن الكريم بالأباطيل المنزلة من المنافقين و الجهلة و من كل من في قلبه مرض و اهتمام بالحياة الدنيا و متاعها حيث يسعى لمصالحه الشخصية و لو على حساب الدين. و أفضل طريقة لتدرك حقيقة القرآن الكريم هي تعلمه و فهمه مما يوجد به و من خلال تفسير الرسول صل الله عليه و سلم، و دعه يشرح لك نفسه و لا نشرحه بما تحمله من أفهام مسبقة و من خلال ما تمليه عليك نفسك.
الإسلام
باختصار، الإسلام هو خاتم الرسالات السماوية المنزلة من الله تعالى على رسله و أنبيائه حتى نعبده حق عبادته و لا نشرك به شيئا. و كل الكتب السماوية بما فيها القرآن و الإنجيل و التوراة و الزابور، كلها تدعو إلى الإسلام و توحيد الله تعالى. لأن الإسلام معناه الإستسلام لله تعالى و الرضوخ له طاعة و حيا و طواعية و عن قناعة و معرفة به جل و علا. و كل الأديان السماوية نزله بهذا المعنى، لولا أنها قد حرفت، و مع ذلك فإنك ستجد أكثر من دليل على صحة هذا القول لو قرأت الكتب السماوية بتمعن و تفحيص.
الإسلام هو الدين الذي ذكر بالإسم في آخر الكتب السماوية، القرآن الكريم، بينما باقي الأديان نجد أن الناس صنعوا لها إسما من خلال ما يعتقدون فيه و سموها بتسمية من أنزل عليه أو لهم الكتاب السماوي. أما الإسلام فإنه لم ينزل على المسلمين أو على نبي اسمه مسلم، لقد أنزل على عربي قرشي بكتاب اسمه القرآن الكريم. مما يدل على انه لم يكن للناس أن يختاروا حتى الإسم، بل انقادوا و انصاعوا لأوامر الله تعالى فجعلوا يتسمون بتسمية الإسلام و أنهم مسلمون كما جاء في القرآن الكريم من رب الجلال مخاطبا من يتبعون هداه.
محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام
هو خاتم الأنبياء و المرسلين. اجتباه الله تعالى و أنزل عليه الهدى من خلال القرآن الكريم، كما أنه جل و علا هو من علمه العلم و التاب و الحكمة عن طريق الوحي. نعم فقد اختصه الله تعالى بهذه الخاصية، حيث أنه صل الله عليه و سلم عاش حياته أميا لا يعرف القراءة و لا الكتابة. مارس في بداية حياته رعي الغنم، ثم توجه بعد ذلك للتجارة حيث كانت تجارته دوما في ازدهار.
بما أنه عاش أميا، فما كان له أبدا أن يعلم شيئا عن الله و عن الدين و عن العبودية، خاثة و أن قومه كانو يعبدون الأصنام. إضافة إلى أن ما يحتويه القرآن الكريم يتفرع إلى عموم ما يحتاجه الإنسان و ما يدله على الحياة السليمة المطمئنة بصفة عامة، مما يعني أنه يستحيل على إنسان واحد أن يجمع بين كل تلك العلوم بتلك الدقة و لو تفرغ حياته للعلم، ناهيك عن أننا نتحدث عن إنسان معروف بين عشيرته أنه أمي. كل هذا يدل على أنه نبي و رسول الله تعالى و أن ما جاء به حق و وحي من الله تعالى.
و ابحث في سيرته و ما قيل فيه و عنه و عن حياته كيف عاشها حتى تفهم الحقيقة و تدركها.